طلبنا من أصدقائنا في مشروع أرشيف الشرائط السورية، المُنتجيَن الموسيقييَن يامن المقداد ومارك جرجس، انتقاءَ مجموعة من الأغاني لصالح العدد الرابع من ملحق هامش الذي حمل عنوان الحب ببساطة، فاختارا مجموعة من أغاني المغنية هبة مسعود، من تسجيل لإحدى الليالي في واحدٍ من ملاهي ريف دمشق، لتُرافق كولاج مقاطع فيديو من سهراتٍ مختلفة ممّا تضمنه أرشيف المشروع، المُكوّن من آلاف شرائط الكاسيت وشرائط الفيديو والسي ديهات. بدأ تجميع هذا الأرشيف منذ العام 2007 بجهود مارك الفردية في البداية، وما تَمكَّنَ من جمعه من نقاط بيع محلية ومن تسجيلات شخصية في سفراته المتعددة إلى سوريا، حتى أخذت المبادرة في العام 2018 شكلاً أكثر تنظيماً في جمع وحفظ وأرشفة الشرائط السورية بين سبعينات القرن الماضي وبداية الألفينات. كان المشروع معنياً بالمحتوى الموسيقي الخارج عمّا اشتُهِرَ من أغاني البوب والأغاني الطربية، ليحاول دخول مساحاتٍ أكثر هامشية وتجميع وأَرشفة ما تُنتجه من محتوى، مثل الأعراس والمهرجانات وأماكن السهر الليلية على اختلاف أجوائها وتوزعها الجغرافي، بما فيها تلك الأقل مرئية وعلنية وبُعداً عن مراكز المدن في المناطق الجبلية وقُربَ ضفاف الأنهار. الكثير من الأسباب تدفع رواد هذه الأماكن من الساهرين للتردد عليها: البحث عن شكلٍ من أشكال الاهتمام، والعاطفةُ جزءٌ منها بلا شك وإن كانت بالصيغة غير النمطية التي يتيحها نمط التواصل في تلك الأجواء، النمط المحفز للتأمل واستقراء ما يستبطنه من ظروف وشبكاتٍ وعلاقات قوى، من دون إضفاء صبغة رومانسية عليه ولا وصمه بالبؤس أيضاً.