وصلنا من قارئ لم يذكر اسمه : «كيف بالإمكان ساعد رفيقة عم تعاني من رواسب علاقة توكسيك من دون ما نظّر عليها، بمعنى يكون كلامي فعلاً مفيد… مع إنه ممكن تكون نظرة الشباب بهي التجارب بتختلف عن البنات.. هل العلاقات السامة بالنسبة ألهم هي نفسها بالنسبة إلنا؟».
عزيزي، العلاقات السامّة الكل، شباب وسيدات، بيعيشوها كمتلقي وممكن هنن يفرضوها. يعني في كثير نساء بيكونوا هن سبب علاقات سامة مع ولادهم مثلاً. هلأ الاختلاف هو كيف منتحرر من العلاقات السامة، وهون الفرق كبير. وهون لازم نفكر بالأول بشو هيي العلاقات السامة؟ العلاقة السامة هيي اللي بتخلي الشريك بالعلاقة تتدهور صورتو عن نفسو أو يشعر بالقلق الدائم أو العار، أو يشعر أنو معتمد على الآخر ليقدر يتصالح مع مشاعرو أو يقيّم نفسو، أو بتخليه يشعر بالتعاسة الدائمة وبالتعب وسحب الطاقة بوجود الآخر. كل هدول المشاعر من الأسهل جندرياً للشباب يقاوموها لأنو أساساً، على العموم، هنن تربوا على التقدير العالي للذات والاكتفاء أحياناً بعوالمهم الداخلية دون الاعتماد على الآخر بالتعريف لأنفسهم. طبعاً هاد ما بيعني أنو دائماً ما بيعانوا، ولكن على العموم. النساء بالمقابل بيتربوا على أنو الذات هي شي مرتبط بالآخر، الآخر هو مراية لتعريف الهوية، الآخر هو الراغب والمرأة هي الموضوع المرغوب أو لا، وهاد الآخَر بشكل أو بآخر بيحدد الهوية، لذلك المقاومة أو الخروج من العلاقة السامّة بيكون أصعب على العموم على النساء.
كيف لازم تساعد الصديقة على نسيان رواسب العلاقة السمّية؟ بتعزيز كل شي إلو علاقة بذاتها الخارجة عن الآخرين، وبلفت نظرها إلو بطريقة أو بأخرى وبتذكيرها بكل بساطة بالحكمة البسيطة: أنو كل شي بيقطع وأنو الوقت كفيل يخلي هالآثار تخفّ.
قارئة أخرى أرسلت التعليق والسؤال التالي: «في المدة الأخيرة بعد التفاعلات المحتدّة حول قضايا نسوية شائكة في المشهد الثقافي العربي، قرأت مقالة غريبة لكاتب ينتقد فيها غوغائية الاحتداد النسوي والطهرانية المبالغ فيها في التعامل والتفاعل مع مختلف ما يُصرَّح به من هنا وهناك، ولكنه يختتم مقاله بصورة غريبة لم أفهم علاقتها بما يرمي إليه، مفادها أن النسويات الغربيات والنساء الغربيات على العموم أكثر أهلية ليتمثلّنَ نضالات نسوية ويَعشنها، وأنه تذكر كيف ساعدته امرأة فرنسية على إبقاء باب الميترو مفتوحاً، بيديها، ليستقله، وأنه يتمنى اليوم الذي يرى فيه امرأة عربية تقوم بهذا الفعل. ملاحظة أخيرة: أرجو ألّا تتورعي عن الإجابة فالكاتب ذكر أنه لا يقيم وزناً للأسماء المستعارة ولا يردّ عليها».
عزيزتي، هي الآلية اللي ممكن نوصفها بالعاميّة السورية بـ «الهتّ» هيي بالحقيقة آلية بدائية جداً بالقمع وتخريس الرأي الآخر، ودلالتها الأساسية هي نزع الشرعية مسبقاً قبل خوض النقاش، تماماً مثل وقت ينقال من قبل قوى سياسية أنو بدنا زمن طويل لنصير خرج ديمقراطية مثل البلدان الديمقراطية الأخرى، بمعنى أنو قبل ما تردي صيري متل ابن الجيران أو متل بنت عمك شطورة بالمدرسة وبعدين تعي أحكي. دلالتها كمان أنو الحق الأساسي بالتعبير أو النقاش أو الحرية هو مو حق محترم بدئياً، وإنما هو حق مكتسب تابع لدرجة أدائيتك، بس مين بيحدد مستوى أدائيتك؟ هوي بس ونسبةً لمرجعيته هو بس، وبالتالي مستحيل تصيري صاحبة أهلية لأي شي لأنو ما في شي مُتفَّق عليه حول مين صاحب الأهلية. كل مرة رح يرفعلك الشروط بمستوى أدائك. وأسهل شي وأبسط شي هو القمع بالهتّ، ما بيتطلب جهد فكري كبير والحقيقة بهي الحالة هو وسيلة إيضاح مشرقة عن شو يعني كره النساء، بس كمان مثال شديد العنف لأنو بيلعب كمان على وتر بيعرفو تماماً الكاتب، وهوي العار: انزلاق النساء بسهولة للإحساس بالعار.
أرجو كون أجبت على سؤالك.