ألعق سبابتي لأقلب الصفحة 

هامدة لا تتحرك

 

كنا ننزل للتو التلة 

عبر طريق متعرجة

تطلّ على وطن الله 

عندما انطلقت الرصاصات طائشة 

قرب جدران قصيرة 

تتكئ عليها الصيحات


وقعت عيناي على الساردة

التي أخبرتنا بصوت مطمئن

أنها مواجهات بين الإخوة والأعداء

قالت: ابقوا معي 

سأوافيكم بالخبر 

فور اتضاح الصورة


وبقيت معها 

في منتصف الفقرة، 

قرب الشجرة 

بينما تتراكض الشخصيات 

في كل اتجاه 

بسرعة مجنونة 

حتى أن أحدهم وجد نفسه 

في بداية الرواية 

وأخرى في حاشية صفحة 

وثالث سقط في الفراغ المظلم 

بين انتفاضتين


ضعنا في هوة الوقت

في وهم المسافة

فقدنا خيط الحكاية

تداخلَ السرد بالحوارات


كانت معنا الساردة العليمة

كل هذي السنين 

تقف على مسافة متساوية من الجميع

تتسامر معهم حين ينام القرّاء


تلتقط تيارات الوعي 

ترصد تطوراتهم الشخصية 

محاولات الحب الفاشلة 

الثواني القصيرة من الحرية 

تتسلل عبر الأنفاق 

من جحيم دانتي


يحدث أحياناً أن يتمرد السارد

يكفر بجنس الرواية 

الذي يركض إلى الأمام بلا هوادة 

إلى الأعلى، إلى ما لانهاية 

يقرر أن يقصم ظهر الملحمة 

بقصيدة 

قصيدة تستظل بشجرة 

تطوف على الأكتاف 

من الماء إلى الماء 

قصيدة حرّر الموت جسدها 

وحرّر معها الأحياء