في العاشر من آب (أغسطس) الماضي، شهد العالم سقوط العاصمة الأفغانية كابل في يد مقاتلي حركة طالبان الإسلامية، ليُعلنوا انتهاء حقبة عشرين عاماً من الاحتلال العسكري الأميركي لذلك البلد. وباستثناء تنظيم داعش الذي لا يرى فرقاً بين الحركة وأعدائها إلا في درجات الكفر وأنواعه، تسابقت الجماعات الإسلامية المتنوعة، المحلية منها كهيئة تحرير الشام والعابرة للحدود كالقاعدة وأخواتها، إلى تهنئة طالبان بمناسبة وصولها إلى السلطة بعد سيطرتها العسكرية على معظم أرجاء أفغانستان.
على الرغم من الاختلافات العقائدية والسياسية بين هذه الجماعات وحركة طالبان من جهة، وفيما بينها من جهة أخرى، فإنها تشترك في إعجابها الشديد بالنموذج الطالباني الذي ظهر وتطور ضمن سياقات اجتماعية وسياسية مختلفة عن مثيلاتها من الجماعات الأخرى، الأمر الذي يفتح باباً للتساؤل عن القاسم المشترك الذي تمثله حركة طالبان، والذي يسمح لها بأن تكون نقطة التقاء جامعة لتنظيمات وحركات مختلفة التوجهات. أو بشكل آخر: لماذا يُحتفى بالحركة على الرغم من انتهاجها ما أدى سابقاً إلى قطيعة، بل واقتتال بين هذه الجماعات؟ يحاول هذا المقال الإجابة عن هذه الأسئلة، وذلك من خلال تحليل بعض البيانات التي صدرت مؤخراً عن هذه الجماعات لتهنئة حركة طالبان.
من هم طالبان؟
تشكل مجموعة البشتون العرقية التي تتبع المذهب الحنفي، وتحديداً إلى المدرسة الديوبندبة، الركيزة الأساسية لحركة طالبان. ظهرت المدرسة الديوبندبة خلال منتصف القرن التاسع عشر في بلدة ديوباند الهندية بهدف مقاومة الاستعمار الإنكليزي، أو ما يعرف بـ«الراج الإنكليزي» (1858-1947). بعد نيل الهند استقلالها، هاجر بعض علماء المدرسة إلى دول الجوار وأنشأوا حلقات دينية خاصة لنشر فهمهم المحافظ للدين الإسلامي. إضافة إلى ذلك، ساهم البشتون الذين يعيشون بين باكستان وأفغانستان في نقل تراث مدرستهم، لا سيما بعد أن قامت باكستان بتوفير الملاذ الآمن والبيئة الخصبة لتدريب عناصر حركة طالبان دينياً وعسكرياً في تسعينات القرن الماضي، بعد فترة الاحتلال السوفيتي لأفغانستان.
كلمة طالبان في لغة البشتون المحلية تعني الطلبة، وقد أُطلقت على الحركة التي تشكلت بجهود طلبة العلم من الحلقات الدينية الديوبندية. وبعد عامين من تأسيسها على يد الملا عمر، تمكنت الحركة عام 1996 من الوصول إلى سدة الحكم، مما سهَّلَ عليها فرض فهمها الحرفي للدين الإسلامي. وفي حين أن فكرة إصلاح الفرد والمجتمع ومن ثم تأسيس دولة إسلامية كانت ولا تزال جوهر المدرسة الديوبندية، فقد تأثَّر أتباعها في حركة طالبان بتيارات راديكالية أخرى كالوهابية والسلفية الجهادية، مما زاد من تصلبهم الفكري ولجوئهم إلى العنف من أجل تحقيق الإصلاح المفترض. على سبيل المثال، منعت طالبان خلال فترة حكمها الأولى تعليم النساء وفرضت عليهن تغطية كامل الجسد بما في ذلك الوجه، بالإضافة إلى إقامتها للحدود من رجم علني وضرب بالسوط وتقطيع للأيدي.
كل ذلك لم يمكن ليدفع إلى رد فعل غربي ملموس لولا حدوث هجمات 11 سبتمبر، التي خططت لها القاعدة ودربت منفذيها في أفغانستان، وتحت ظل طالبان. لا بل ورفضت الحركة تسليم بن لادن بحجة عدم وجود دليل على تورطه في الهجمات، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة لغزو أفغانستان عام 2001، وإزاحة الحركة من السلطة وقتل وتشريد قادة القاعدة وحرمانهم من الملاذ الآمن. بعد عشرين عاماً من الغزو والمقاومة، وإنفاق ما يقارب 975 مليار دولار وموت أكثر من 2500 جندي أميركي، قررت الولايات المتحدة وشركاؤها في حلف الناتو الانسحاب من أفغانستان بموجب «اتفاق سلام» الدوحة. وقد أضعف الأخير موقف الحكومة الأفغانية باستبعادها من المفاوضات، واعترف بحركة طالبان ولو بشكل غير رسمي. وهكذا ساهمت قوة طالبان العسكرية، وتأييد قطاعات شعبية لها، وفساد الحكومات السابقة، بالإضافة إلى إصرار الولايات المتحدة على إنهاء أكثر حروبها الخارجية كلفة، ساهمت كلها في صلابة موقف الحركة ورفضها الإعلان عن التخلي عن القاعدة في أفغانستان. وكان أكثر ما استطاع المفاوضون الغربيون الحصول عليه في الدوحة هو وعدٌ بعدم السماح للقاعدة، وغيرها من الجماعات المسلحة، باستخدام الأراضي الأفغانية لشن عمليات ضد الغرب. قد يرغب البعض داخل الحركة بالوفاء بهذا الوعد، ولكن الأمر لا يغير شيئاً في النتيجة النهائية: انتصر «الطلبة» بالقوة.
الأمة الجامعة
يتفق المهنئون على اختلاف مشاربهم على نقطتين رئيستين: الأولى هي أن انتصار طالبان لا يخص الحركة وحسب، بل يمتد ليشملهم أيضاً كأشخاص وجماعات تنتمي إلى الأمة الإسلامية الواحدة نفسها. في سوريا مثلاً، عبّرت هيئة تحرير الشام، التي كانت قد حسمت خياراتها الفكرية في الرحيل من فضاء السلفية الجهادية العابر للأقطار إلى المحلية السورية، عن بالغ فرحها بالـ«الفتح المبين» لطالبان. بدوره باركَ أبو ماريا القحطاني، أحد أبرز قادة هيئة تحرير الشام، «للأمة الإسلامية انتصارها» مضيفاً أنه «انتصار للمسلمين ولأهل السنة ولجميع المظلومين». غير أن ردة فعل الهيئة تقتصر على البيانات البلاغية، وفي حين أنها تنظر إلى ما يحققه مقاتلو طالبان بعين الإعجاب، إلا أنها لا تبدي أي استعداد للدخول في أي مشروع أممي إسلامي جامع خارج منطق الدول الحديثة سواء تحت ظل طالبان أو غيره.
أما بالنسبة للجماعات المحلية الأخرى ذات الهوى الأممي، كجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، فلم يَخلُ بيان مباركتها لطالبان من مضامين وتعابير أممية مثل أن الجماعة كانت قد تابعت مع كافة أبناء «الأمة المسلمة» التطورات الإيجابية الأخيرة على الأرض «الأفغانية المسلمة». غير أن بيانها بدا عمومياً، ولم يعكس معرفة الجماعة بواقع الحال، وكأن أصحابه تقصدوا تجنب الإجابة عما قد يعنيه وصول جماعة متشددة (حتى بالنسبة لهم) إلى السلطة، وهي جماعة ذات تصور مختلف عن تصورهم بشأن قضايا محورية، منها طريقة الحكم على سبيل المثال. في مقابل رفض طالبان للانتخابات البرلمانية باعتبارها تشريعاً بشرياً، فإن هناك مرونة إخوانية ملموسة تجسدت في تجربة إخوان مصر وتونس في السلطة خلال السنوات السابقة. من الصعب أن يكون الإخوان المسلمون غافلين عن اختلافاتهم مع طالبان، ولكن اتباع «قاعدة المنار الذهبية» المنسوبة إلى رشيد رضا، والتي لطالما كررها يوسف القرضاوي، قد يفسر النموذج الإخواني في التعاطي مع باقي المسلمين: «نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه».
على الجهة المقابلة، يبرز مفهوم الأمة الواحدة لدى الجماعات السلفية الجهادية بشكل أوضح كونها لا تؤمن بنظام الدول الذي يعتمد جنسية الأفراد لا انتماءهم الديني. في بيانها الصادر في 31 آب الماضي، أكدت القيادة العامة لتنظيم القاعدة أن انتصار «الأمة الأفغانية» هو انتصار لـ«أمتها الإسلامية»، داعيةً «الأمة الإسلامية إلى الوقوف مع الشعب الأفغاني وإمداده بالخبرات والكفاءات والأموال ودعمه في شتى الميادين». في حين يشارك تنظيم القاعدة عدوَّتَه هيئة تحرير الشام في الابتهاج بالنصر الطالباني، إلا أنه يبدو أكثر جدية في اهتمامه بالشق الأممي لمشروع الحركة ويرى في إمارتها الإسلامية خطوة أولى في تحقيق هذا المشروع الذي يتجاوز جغرافية أفغانستان، ليصل في نهاية الأمر إلى فلسطين. لذلك تراه يخص في بيانه تهنئة «أمير المؤمنين» زعيم حركة الطالبان الملا هبة الله أخند زادة «بالانتصار الإسلامي … الذي يفسح الطريق للشعوب المسلمة من حكم الطواغيت الجبري ولتحرير فلسطين المسلمة من الاحتلال الصهيوني».
من الجدير بالذكر أن أسامة بن لادن كان قد بايع الملا عمر الزعيم السابق لطالبان، ومن بعده أعطى الظواهري بيعة أخرى للملا هبة الله أخند زادة الزعيم الحالي للحركة. تشترط هذه البيعة طاعة زعماء القاعدة «في المكره والمنشط» وتبعية قرارهم لزعيم طالبان لطالما أن الأخير لم يرتكب «كفراً» بواحاً يمكن لهم إثباته. وقد تحدَّثَ بن لادن ذات مرة عن أن بيعته «لأمير المؤمنين» الملا عمر هي بيعة كبرى مُجلِساً الأخير في أعلى هرم الأمة المفترضة.
إذاً، إنه مفهوم الأمة الواحدة الذي يجمع بين هذه الجماعات التي ظهرت وتطورت ضمن ظروف اجتماعية وسياسية مختلفة. ولكن كيف يمكن بناء هذا المفهوم وكيف يمكن للهوية الدينية أن تجمع أفراد وجماعات بهذا الاختلاف. يفسر عالم السياسة بنديكت أندرسون ذلك بأن «بناء المجتمعات والجماعات يتم اجتماعياً من قبل أولئك الذين يرون أنفسهم كجزء منهم». أي أن هذا الارتباط بين أفراد الأمة الواحدة وانتماءهم لها هو مركب اجتماعي مُتخيَّل، لا يتطلب من الأفراد المنتمين إلى الجماعة العيش في المكان أو الزمان نفسهما. ما يتطلبه الأمر هو الاتفاق بين هؤلاء الأفراد على أفكار عمومية توضح لهم معالم ما هو مشتركٌ من طقوس داخل هذه الجماعة. يتفق عالم دراسات الأديان آرون هيوز مع أندرسون مطبقاً الفرضية السابقة على الأديان، ويضيف أنه نظراً لأن أتباع دين معين لا يمكنهم التفاعل شخصياً مع بعضهم البعض، فإنهم يستخدمون رموزاً ونصوصاً مشتركة تُمكِّنُهُم من تخيل انتمائهم إلى هذا الدين. يبدو مفهوم الأمة أحد أهم هذه الرموز التي تلجأ إليها الجماعات الإسلامية لبناء سرديتها الخاصة عن نفسها كجزء من منظومة أكبر قادرة على الانتماء لها.
الغَلَبة
تشكل سيطرة طالبان على السلطة والانسحاب الأميركي المتعثر من البلاد انتصاراً ليس فقط للحركة ولـ«الأمة الإسلامية»، إنما لمنطق القوة والجهاد بمفهومه العنفي. وهو الأمر الآخر الذي يتفق عليه المهللون للحركة وينقصهم في الوقت ذاته لتحقيق أهدافهم. فقد شاءت لهم الظروف إما أن يكونوا طرادى كالقاعدة، أو محاصرين كهيئة تحرير الشام التي أوضحت في بيانها أنها تستلهم صمودها وثباتها من التجربة الطالبانية، وأنها ستتمسك «بالمقاومة والجهاد» لنيل الحرية والكرامة وإسقاط النظام. قد تكون للهيئة الأسبقية في تشكل جسم حوكمي وجهاز أمني قوي قادر على فرض سيطرته على الداخل في إدلب، إلا أن لطالبان وزناً دولياً هو ما تسعى الهيئة للحصول عليه. يخبرنا الماضي القريب أن كلتا الجماعتين ينتهج القوة عند الإمكان، ولا يرى حرجاً في تغلبه بحجة توحيد الصف في مواجهة العدو، وما نتيجة انتصار الهيئة على الفصائل المحلية في سوريا خلال السنوات السابقة وسقوط المدن الأفغانية بيد الطالبان كأحجار الدومينو واحدة تلو الأخرى إلا تعبير عن ذلك النهج.
لن يبخل مستقبل طالبان في تقديم الدروس العملية للجماعات الإسلامية الطامحة إلى الاعتراف الدولي بحكمها كهيئة تحرير الشام. لكن في ظل غياب التجانس الإيديولوجي داخلها وتركز السلطة في يد زعيمها أبو محمد الجولاني يظهر السؤال: هل ستتعلم الهيئة المحافظة على تماسكها الداخلي في حال موت الجولاني، كما فعلت طالبان عندما أخفت موت زعيمها السابق ومؤسسها الملا عمر لمدة عامين دون الدخول في فوضى الاقتتال الداخلي وتبعاته على المنطقة؟
أما بالنسبة لتنظيم القاعدة، رائد التيار السلفي الجهادي، والذي استطاعت ثورات الربيع العربي إحراج فرضيته التي تقول بأن الجهاد هو الطريق الوحيد لإحداث أي تغيير جذري سياسي-اجتماعي في البلاد الإسلامية، فإن عودة طالبان إلى السلطة بعد عشرين سنة من القتال يعيد هذه الفرضية إلى الواجهة ويقدمها على أنها نبوءة في بعض الأحيان. يذكرنا بيان فرع القاعدة في المغرب الإسلامي وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المبايعة للقاعدة بمقولة الملا عمر المزعومة: «وعدنا بوش بالهزيمة ووعدنا الله بالنصر وسنرى أي الوعدين أصدق». لا بل وأكَّدَا على أن أعظم العبر التي يمكن استخلاصها هي أن «الجهاد في سبيل الله هو السبيل الأوحد لخروج الأمة من وهدة الذل إلى ذروة العز».
يضاف إلى ذلك أن معظم سرديات الجماعات الإسلامية عن أُمَّتهم تعتبر أنها مكلومة ومهزومة منذ إلغاء الخلافة العثمانية في عشرينيات القرن الماضي. يجادل معظم الإسلاميين بأنه وعلى الرغم من مساوئ «الخلافة» العثمانية، إلا أنها كانت دولة قوية حملت راية الإسلام وأعادت له هيبته بين الأمم الأخرى. عَقَّبَ مفتي القاعدة السابق أبو حفص الموريتاني على نصر طالبان قائلاً: «من طول ما ألِفنا الهزائم، لم نعد نصدق بإمكانية أن ننتصر!». تعيد طالبان بتغلّبها اليوم إلى المخيلة الإسلامية حقبة يحن لها الكثيرون على اختلافهم، وبغض النظر عن صحة أحداثها التاريخية واتسامها بترجيح منطق الغلبة على منطق الحوار، إلا أنها تعزز إيمان البعض بحتمية اللجوء إلى القوة في حال الرغبة بإحياء أمجاد الأمة. يعبر تنظيم القاعدة في المغرب العربي عن هذا التصور من خلال بيانه الأخير: «لن يكون للأمة وزن ولا قيمة في عالم لا يحترم إلا أصحاب الأقدام الثقيلة ما لم يكن لها أنياب تفري وأظفار تخمش».
طالبان تُحرج المعجبين
أكثر ما يميز طالبان اليوم عن نسختها السابقة خلال فترة التسعينات هو رغبتها الشديدة بالاعتراف الدولي والانضمام إلى قطار الأمم المتحدة. لذلك رأينا وفودها تزور عواصم الجيران موسكو وبكين وطهران لطمأنتهم بأنها لن تشكل خطراً على أمنهم، وبأنها تسعى إلى بناء علاقات ودية معهم، لا وبل تأمل في التعاون الاقتصادي مع الصين. ناهيك عن علاقاتها القوية مع باكستان وقطر وتواصلها الأخير مع تركيا من أجل حماية مطار كابل مقابل جهد تركي لتدويل الحركة بحسب تقارير صحفية. لكن ألا ينتهك بناء علاقات طيبة مع دول «كافرة» أو «طواغيت» مفهوم الولاء والبراء الذي حاربت هيئةُ تحرير الشام الفصائلَ المحلية المدعومة من تركيا بناء عليه. ألم يأخذ حراس الدين، فرع القاعدة في سوريا، على الهيئة تعاونها اللاحق مع أنقرة واتهامها بموالاة الكفار.
لا تبدو الحركة الأفغانية مهتمة بصورتها الأممية، ولا تُظهر اعتباراً ملحوظاً لتصورات الجماعات الجهادية الأخرى عنها. تَقَارُبها من الصين خير دليل على تجاهلها لاضطهاد الأخيرة لملايين المسلمين الإيغور، الذين هرب بعضهم ليقاتل في صفوف القاعدة أو إلى جانب هيئة تحرير الشام في سوريا. الأخيرة تتجنب الخوض فيما هو أبعد من النصر الطالباني، وذلك خشية الاضطرار لتفسير جهود طالبان العلنية في «مصادقة» أعدائها وحلفاء النظام السوري بدءاً بطهران وانتهاءً بموسكو. يدرك بعض منظري الجماعات الإسلامية «إشكاليات» طالبان الفكرية، ولكن الحنين إلى زمن الانتصارات يبرر التغاضي عنها أو على الأقل تأجيل التعامل معها إلى ما بعد نشوة الانتصار. عبَّرَ أبو محمد المقدسي أحد أقطاب السلفية الجهادية عن ذلك بالقول: «نحن لم نقل إن طالبان خلافة على منهاج النبوة لكننا بحاجة لأية شوكة للمسلمين في زمن الاستضعاف».
الحنين إلى ماض مُتخيَّل وأمة مترابطة يدفع الجماعات الإسلامية إلى إلباس انتصار حركة طالبان الأفغانية أصلاً لبوس أممياً. لكن لعلّ ما لا يدركه البعض داخل هذه الجماعات، أو يتجاهلونه، هو أن طالبان اليوم باتت مشروعاً سياسياً محلياً، شأنها شأن أحزاب السلطة الإسلامية الأخرى التي تتعاطف مع «مشاكل الأمة» لكنها لا تعتمد إلا مصالحها السياسية كبوصلة لتحديد شكل تحالفاتها الدولية.