بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، وبعد الحرب الوحشية التي تلتها، اضطُر جزءٌ كبيرٌ من السوريين إلى الفرار والهجرة. ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد حالياً حوالي 6.6 مليون لاجئ وطالب لجوء سوري في كل من الأردن ولبنان وتركيا وألمانيا والسويد وفي أكثر من 100 دولة أخرى حول العالم (UNHCR). يواجه اللاجئون السوريون العديد من التحديات الرئيسية، ويُعدُّ التكامل الاقتصادي في بلد المقصد أحد أهم هذه التحديات، إن لم يكن أصعبها، ويعدُّ هذا منطقياً بسبب اختلاف الثقافة واللغة والنظام بين البلدين.

بدورها، أصبحت ألمانيا وجهةً أوروبيةً رئيسيةً للاجئين السوريين، فبين عامي 2015 و2016، تقدم حوالي 431300 سوريّ بطلب لجوءٍ في ألمانيا، وهو ما يشكّل 35٪ من إجمالي طلبات اللجوء المُسجّلة في البلاد (يوروستات).

وبالرغم من الإجراءات الحكومية الألمانية وبرامج التكامل المُتبعة لتسريع عملية الاندماج منذ العام 2015، لا يُعرف حتى الآن الكثير عن تطور اندماج اللاجئين السوريين في سوق العمل الألمانية، أو عن تأثير جائحة كورونا على اندماجهم في سوق العمل.

لذا نسعى في هذه الإحاطة لاستعرض عملية اندماج اللاجئين السوريين في سوق العمل الألماني، وذلك بناءً على أرقام «مجموعة البيانات الجديدة لعينة اللاجئين IAB-BAMF-SOEP»مسح IAB-BAMF-SOEP للاجئين في ألمانيا هو مسح تمثيلي تمّ إجراؤه بشكل مشترك بين معهد أبحاث التوظيف (IAB) في نورمبرغ، ومركز أبحاث الهجرة والاندماج واللجوء التابع للمكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين (BAMF-FZ)، واللجنة الاجتماعية والاقتصادية الألمانية (SOEP) في DIW برلين. تمّ تنفيذ الموجة الأولى من الاستطلاع في العام 2016، حيث جرى البحث عن مقابلات مع 4.816 شخصاً وصلوا إلى ألمانيا منذ العام 2013، وأُضيفت عينة جديدة من 2252 شخصاً في العام 2017، وفي عام 2018 تمت مقابلة 4376 شخصاً، من بينهم 514 مشاركاً لأول مرة.، فضلاً عن أحدث البيانات الصادرة عن وكالة التوظيف الفيدرالية الألمانية (BA).

الخلفية الديموغرافية

كان وجود السوريين في ألمانيا ضئيلًا نسبيًا (حوالي 30 ألف شخص) قبل اندلاع الحرب في بلادهم (StBA_2017 24). وكما ذكرنا سابقاً، فقد ارتفع عدد السوريين الذين يعيشون في ألمانيا بشكلٍ حاد منذ العام 2011؛ نظرًا لكونها الوجهة الأوروبية الرئيسية للاجئين من سوريا، إذ وصل العدد إلى ما يقارب 790 ألف سوري في العام 2020. وهذا يجعل هذه المجموعة ثالثَ أكبر مجموعةٍ من الأجانب في ألمانيا (StBA_2019 24).

وبما أنّ طلب اللجوء هو الطريقة الأكثر شيوعاً لدخول السوريين إلى ألمانيا في السنوات الأخيرة، فقد كان عدد طالبي اللجوء السوريين بين عامي 2013 و2017 أعلى بكثير من أيّ وقتٍ مضى، ووصل إلى ذروته في العام 2016 مع 266250 متقدم لأول مرة (يوروستات).

لا تختلف الخصائص الديموغرافية للاجئين السوريين كثيراً عن مجموعات اللاجئين الأخرى في ألمانيا، حيث تبلغ نسبة الإناث حوالي 35٪ من مجموع السوريين في ألمانيا. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر مجموعة اللاجئين السوريين تمثيلاً عالياً في الفئات العمرية حتى 35 عاماً، بنسبةٍ تصل إلى 64.4٪ من مجموعهم، وبالتالي فإن اللاجئين السوريين هم في الغالب من الذكور اليافعين.

يُظهِر التوزيع المكاني للمواطنين السوريين في الولايات الفيدرالية الألمانية ميلاً واضحاً للاستقرار في ألمانيا الغربية. ففي عام 2019، تم تسجيل 60٪ تقريباً من حملة الجنسية السورية في أربع ولاياتٍ اتحادية ألمانية، هي شمال الراين_ويستفاليا، وساكسونيا السفلى، وبادن فورتمبيرغ، وبافاريا (StBA_2019100). ومن الممكن إرجاع هذا التركّز الجغرافي إلى الوضع الاقتصادي وسوق العمل الأفضل في هذه الولايات الفيدرالية، فضلاً عن الوجود التاريخي لمجموعات المهاجرين السابقة، خاصةً من لبنان والمغرب وتركيا.

التحصيل العلمي

إنّ متوسط المستوى التعليمي للاجئين السوريين في ألمانيا أعلى بكثير من متوسط المستوى التعليمي ​في سوريا، حيث تبلغ نسبة الحاصلين على الشهادة الثانوية العامة وما فوقها حوالي 48٪ من اللاجئين السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و64 عاماً، بينما، ووفقًا للمكتب المركزي للإحصاء التابع لرئاسة مجلس الوزراء في سوريا، فقد وصل ما يقرب من نسبة 22٪ من السكان السوريين إلى هذا المستوى التعليمي لنفس الفئة العمرية في عام 2010. ومع ذلك، هناك فجوةٌ تعليميةٌ كبيرةٌ مقارنةً بالسكان المولودين في ألمانيا، لا سيما في ما يتعلق بالتدريب المهني، حيث أنّ فقط 4.5٪ من اللاجئين السوريين البالغين حاصلون على شهادة تدريبٍ مهني، في حين أن الأرقام المقابلة للسكان المولودين في ألمانيا من نفس العمر كانت 59.5٪. وهنا لا بدّ من مراعاة الاختلافات النوعية بين المدارس في ألمانيا ونظام التعليم في سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، ترجع الفروق التعليمية في مجال التعليم المهني في المقام الأول إلى حقيقة أن سوريا ليس لديها نظامٌ تعليميٌّ مهني يضاهي نظام التدريب المهني الألماني المزدوج. ونتيجة ذلك، فإنّ نسبةً من اللاجئين السوريين يحصلون في ألمانيا على مؤهلاتٍ مهنية من خلال «التدرّب على الوظيفة».

بالنظر إلى الفئة العمرية بين 17 و25 عاماً، فإنّ ما يقارب 27٪ من اللاجئين السوريين الذين يعيشون الآن في ألمانيا قد التحقوا بمدرسةٍ للتعليم العام أو بمؤسسة تدريبٍ مهني أو كلية جامعية أو شاركوا في إجراء تدريبٍ مهني، وذلك حتى النصف الثاني من عام 2018. لكن، ومن جهةٍ أخرى، فإنّ المهارات اللغوية غير الكافية ومتطلبات القبول في التعليم العام والضغوط المالية، تمثّل جميعها عقباتٍ كبيرةً أمام اللاجئين السوريين الشباب في طريق المشاركة في نظام التعليم الألماني.

مهارات اللغة

في عام 2018 كان أكثر من 50٪ من اللاجئين السوريين الذين شملهم الاستطلاع قد صنّفوا معرفتهم باللغة الألمانية على أنها جيدة أو جيدة جداً، وانخفضت نسبة اللاجئين السوريين ذوي المعرفة الضعيفة أو الضعيفة جداً باللغة الألمانية إلى 19 بالمائة في عام 2018. يمكن النظر إلى هذا على أنه تطورٌ إيجابي؛ نظرًا إلى أنّ جميع اللاجئين السوريين، تقريباً، لم يكن لديهم أي معرفة باللغة الألمانية على الإطلاق قبل هجرتهم.

في هذا السياق، فإنّ هناك علاقة إيجابية بين مهارات اللغة الألمانية وطول مدة الإقامة، إذ أفاد حوالي 64٪ من اللاجئين السوريين الذين كانوا في ألمانيا لأكثر من 3 سنوات، بأنّهم يتمتعون بمهارات لغة ألمانية جيدة (جداً) في العام 2018، بينما أفاد حوالي 59٪ من الذين يعيشون في ألمانيا منذ عام أو أقل بأن مهارات اللغة الألمانية لديهم سيئة أو سيئة للغاية.

الشبكة الاجتماعية الشخصية

توفّر الشبكات الاجتماعية، بشكلٍ عام، الوصول إلى المعلومات أو عروض العمل التي كان من الصعب الحصول عليها لولا هذه الشبكات، ومن المرجح أنّ المهاجرين يعتمدون أكثر على شبكات السكان من المواطنين الألمان بسبب الحواجز اللغوية وعدم الإلمام بعملية البحث عن الوظائف الرسمية. ومع ذلك، قد تكون فعالية الشبكات في ألمانيا، بالنسبة للمهاجرين منخفضة نسبياً، حيث أن المؤهلات الرسمية في سوق العمل الألمانية أكثر أهمية، حتى بالنسبة للوظائف الأساسية.

استنادًا إلى السؤال: «من الذي يدعم تقدمك في حياتك المهنية أو تدريبك التعليمي ويعزز تقدمك؟»، يذكر اللاجئون السوريون ما معدله شخصان وسطياً في شبكتهم الشخصية على أنهم أشخاصٌ مهمّون للتقدم في حياتهم المهنية أو اندماجهم في سوق العمل الألماني. وبالنظر بشكلٍ منفصلٍ إلى كلا الجنسين، تتمتع النساء بشبكة أكبر قليلاً من الرجال، لكنّ هذه الشبكات أكثر عائلية (الآباء، الأطفال، الأشقاء، الأزواج، أبناء العم، إلخ…). علاوة على ذلك، كلّما كان اللاجئون أصغر سناً، كانت شبكاتهم أكبر، كما يتمتّع اللاجئون المتعلمون بإمكانية الوصول إلى شبكات أكبر من أولئك الذين هم أقلّ مستوىً تعليمياً.

في المجموع، ذكر أكثر من 80٪ من اللاجئين السوريين الذين تمت مقابلتهم أنّ فرداً واحداً على الأقل من أفراد أسرته هو بين أفراد شبكته الاجتماعية، وبنسبة 67.5٪ من اللاجئين السوريين يشكلون شبكاتهم بالكامل من أفراد العائلة. ولدى 80.6٪ منهم شخصٌ واحدٌ على الأقل من ألمانيا ضمن الجزء غير العائلي في شبكتهم. وحدّد 12.8٪ مساعداً مهنياً واحداً على الأقل ضمن الحصة غير العائلية، مع العلم أنّ جميع المساعدين المحترفين يأتون من ألمانيا.

الحالة الوظيفية

يرتفع معدل توظيف اللاجئين بشكلٍ كبير بمرور الوقت: ففي النصف الثاني من عام 2018، وفي المتوسط، تمّ توظيف 32٪ من جميع اللاجئين السوريين الذين انتقلوا إلى ألمانيا منذ بداية العام 2013 إلى 2018. ومن بين اللاجئين السوريين العاملين، هناك 63٪ عملوا بدوامٍ كاملٍ أو جزئي، و19٪ في تدريبٍ مدفوع الأجر، و18٪ كانوا يعملون بشكلٍ هامشي.

ونلاحظ أنّ هناك فجوة كبيرة بين الرجال والنساء اللاجئين/ات عندما يتعلق الأمر بالعمل المأجور، فعلى الرّغم من أن هذا الأمر يتناقص إلى حد ما مع زيادة مدة الإقامة، إذ أنه بعد ثلاث إلى خمس سنوات من الانتقال إلى ألمانيا، عمل 48% من الرجال و14% فقط من النساء. يمكن أن تكون هذه الفجوة مرتبطة بضغوط أسرية، بالإضافة إلى تحميلهنّ وحدهن عبء رعاية الأطفال الصغار، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ نسبة النساء الموظفات اللواتي لديهنّ أطفالٌ صغارٌ، على وجه الخصوص، ضئيلة للغاية.

التوزّع المهني

غالبية العمال السوريين اللاجئين هم في وظائف تتطلب مهارات (متوسطة)، تشمل أعمالاً مثل: المهنيين المساعدين، والوظائف الإدارية، ومساعدي المبيعات، والعاملين في مجال الرعاية. ووفقًا للتصنيف الألماني للمهنة KLDB_2010، فإنّ 30٪ من اللاجئين السوريين يعملون في أنشطةٍ لا تتطلب المهارة أو تحتاج شبه مهارة (مساعد)، و61٪ منهم يعملون في أنشطةٍ متخصصة (عمال مهرة)، و3٪ في أنشطة متخصصة معقدة (متخصصون)، و6٪ في أنشطة عالية التعقيد (خبراء).

لكن هناك اختلافات كبيرة في توزيع هيكل التوظيف قبل الهجرة، فوفقاً لمعلومات اللاجئين السوريين في الاستطلاع، فإنّ الغالبية في سوريا كانوا يعملون في أنشطةٍ تتطلب مهاراتٍ عالية. وهنا يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ التقنيات وعمليات الإنتاج والتنظيم المستخدمة في سوريا تختلف عن تلك الموجودة في ألمانيا، بحيث لا يمكن مقارنة هياكل الأنشطة بشكلٍ كامل.

دخل الفرد

تكون أجور اللاجئين السوريين منخفضةً جداً في المتوسط عند دخولهم سوق العمل، لكنها تزداد بمرور الوقت: يرتبط متوسط الدخل الشهري الإجمالي للاجئين العاملين بشكلٍ إيجابي مع طول الإقامة في ألمانيا. في السنة الأولى في ألمانيا، بلغ متوسط الأجر الإجمالي الشهري لجميع اللاجئين السوريين العاملين بأجر 800 يورو تقريباً. وبعد خمس سنوات من العيش في ألمانيا، ارتفع متوسط الأجر الشهري إلى حوالي 1300 يورو. وفي ما يتعلق باللاجئين السوريين العاملين بدوامٍ كامل، وبعد العيش في ألمانيا مدة 5 سنوات، فإنّ متوسط الأجر الإجمالي الشهري يصل إلى 2150 يورو. يُعزا هنا النمو القوي في الأجور لجميع اللاجئين العاملين إلى حقيقة أن نسبة الموظفين بدوامٍ جزئي والعاملين بشكلٍ هامشي والمتدربين قد انخفضت بمرور الوقت.

يبلغ متوسط الدخل الشهري الإجمالي للاجئين السوريين العاملين بدوامٍ كامل تقريبًا 60٪ من متوسط الدخل الشهري الإجمالي للموظفين بدوامٍ كامل المولودين في ألمانيا. ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أنّ الاجور في ألمانيا تزداد بقوة مع الأقدمية والخبرة العملية للموظفين.

أثر جائحة كورونا

بحلول نهاية العام 2019، كانت عملية اندماج اللاجئين السوريين في سوق العمل الألمانية تُظهِر تطوراً إيجابياً، لكنّ انتشار جائحة كورونا في ألمانيا منذ آذار (مارس) 2020، والإجراءات الوقائية التي تبعتها: مثل الإغلاق وتقييد حركة المرور والاتصالات، كان لها آثار ضخمة وسلبية على عملية اندماج اللاجئين في سوق العمل الألمانية، حتى لو كانت عمليات الإغلاق هذه مؤقتةً فقط.

ومن المحتمل أن يكون لهذه الإجراءات نتائج متوسطة وطويلة المدى ستؤثر على جميع شرائح المجتمع، وعلى وجه الخصوص أفراده الأضعف (اللاجئين)، بدءاً من دورات الاندماج واللغة ومراكز الاستشارات القانونية وعقود العمل الأولى.

وحالياً، يُحرَم اللاجئون من العديد من الأمور التي يحتاجون إليها للحصول على موطئ قدمٍ في سوق العمل الألمانية، وعلاوةً على ذلك، يمكن أن يكون للأزمة الاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا عواقب وخيمة في هذه المرحلة المبكرة من التكامل الاقتصادي. ينطبق هذا أيضاً على كلا المجموعتين، أولئك الذين ما زالوا يتحضّرون للدخول (ممن لا يزالون في دورات الاندماج أو اللغة)، أو الذين تمكنوا بالفعل من الدخول في سوق العمل الألماني ولكنهم ما زالوا في بداية حياتهم المهنية، حيث إنّ معظم علاقات العمل الخاصة بهم لا تُعتبر مستقرّةً بعد.

وفقًا للتقارير الشهرية لمرصد الهجرة من المعهد الألماني لأبحاث التوظيف، فإنّ معدل توظيف الأشخاص من دول الحرب والأزمات ينخفض ​​في المتوسط ​​مقارنةً بعام 2019. أيضاً، فإنّ معدل البطالة يتزايد بشكلٍ خاص بين القادمين من هذه البلدان.

واستناداً إلى وكالة التوظيف الفيدرالية الألمانية، يتزايد العدد الفعلي للبطالة بين اللاجئين السوريين بشكلٍ حاد، ففي شهر آب (أغسطس) من العام 2020، تمّ تسجيل حوالي 160 ألف لاجئٍ سوري كعاطلين عن العمل. ويمكن رؤية التأثير بشكلٍ أكثر وضوحاً عندما يُقارن المرء عدد اللاجئين السوريين العاطلين عن العمل في العام 2020 بأرقام العام 2019. على سبيل المثال، ارتفع عدد اللاجئين السوريين العاطلين عن العمل في شهر حزيران (يونيو) 2020 بنحو 30٪ مقارنةً بشهر حزيران من العام 2019.

خاتمة

أظهر اندماج اللاجئين السوريين في سوق العمل الألمانية تطوّراً إيجابياً سريعاً خلال فترةٍ زمنيةٍ قصيرة نسبياً. ومع ذلك، لا تزال عملية الدمج هشّةً في مراحلها الأولى، كما أنّ هناك الكثير من العمل أمام مجموعة اللاجئين السوريين، وأمام السلطات الألمانية، لا سيما في وقت الأزمات، إذ يكون من الأولويات حماية ما تم تحقيقه ومحاولة اقتناص فرص للخروج من الأزمات.