نهاية شهر أيلول، وخلال حفلة لفرقة مشروع ليلى في القاهرة، رفعت مجموعة من الحضور علم قوس قُزح المُمثّل لمجتمع الميم (مثلي، مزدوج، متحوّل، متسائل)، تفاعلاً مع الرمزية الكبيرة لمشروع ليلى في قضية حرية الخيارات الجنسية. فجّر رفع العلم غضب شخصيات إعلامية وسياسية ودينية، رافقها حماسٌ مكارثي شنيع من قبل أجهزة إعلام السلطة المصريّة، التي شنّت حملة ضخمة من التحريض على رافعي العلم، انتهت فعلاً إلى اعتقال العديد منهم، وأيضاً ضد المنظمات الحقوقية التي استنكرت حملة القمع تلك، فكلا الأمرين، التعددية الجنسية والمنظمات الحقوقية، مؤامرات من الخارج ضد «عادات وتقاليد» المجتمع المصري. وقد وصلت أبعاد الحملة لمستوى مناقشة برلمانية لأجل تجريم «الشذوذ الجنسي» وفرض عقوبات سجن ضده قد تصل إلى 15 عاماً. ينطلق كامل موافي من هذه الواقعة لكتابة نص تحليلي غني في موقع المنصّة، عن المجتمع والميول الجنسية، يرى فيه أن هذه الحملة مثال عن «حرب هوية» فاشلة لا محالة. وضمن سياق القضية نقرأ في مدى نقداً لنقابات الفنانين كتبه محمود عثمان، يشير فيه إلى استقالة هذه النقابات من دورها المُفترض في الدفاع عن الفنانين، وتحوّلها إلى أدوات إضافية في يد السلطة القمعية؛ وفي مدى أيضاً كتب أحمد عطالله نظرةً لواقع العمل الحقوقي المصري، الذي تضيق به مساحات المناورة والعمل شيئاً فشيئاً.

خلال أيلول المنصرم مرّت الذكرى العاشرة لإضراب المحلّة في مصر، حين أضرب أكثر من عشرين ألف عامل عن العمل لمدّة أسبوع. اعتُبر إضراب المحلّة أحد أهم الحراكات في مصر ما قبل ثورة يناير 2011، ونقطة تحوّل كبيرة في الحركة العمالية المصرية. يعود مصطفى بسيوني بالذاكرة إلى تلك اللحظة، محللاً الإضراب في موقع بالأحمر. وفي نفس الموقع يكتب أحمد جمال زيادة مادة من جزئين عن شواويش السجون في مصر، أو ما يسمّيهم «سجناء يرتدون الميري» (الجزء الأول؛ الجزء الثاني).

*****

يستمر موقع منشور بعرض مواد جديدة ضمن ملف بعنوان «ماذا تبقّى من الصحوة الإسلامية»، وتناقش مواد الملف نقطة انطلاقة الصحوة الإسلامية، واحتماليات نهايتها، وسجالات فكرية عنها، بما في ذلك تحليل صورة «الإسلامي» في الإنتاج الثقافي، تحديداً في السينما، كما يمكن أن نقرأ في مادة ضياء بوسالمي عن الإسلاميين في السينما العربية. أو عن العلاقة بين الدولة ولباس النساء في إيران في مادة لشيماء محمد.

وتفاعلاً مع خبر رفع حظر قيادة السيارات على النساء في السعودية، يستعيد منشور محطة فاصلة في نضال السعوديات من أجل الحصول على حقّ القيادة، ألا وهو العصيان الجماعي للقانون الذي قامت به مجموعة من 47 امرأة سعودية في تشرين الثاني 1990. يُراجع عبدالله الدحيلان تلك اللحظة، منوهاً إلى ضرورة الإشارة لدور الرجال الذين ساعدوا المجموعة النسائية على القيام بتلك الحركة الاحتجاجية.

*****

اشتكت النائبة الأردنية ديمة الطهبوب على ستة شبان وشابات بسبب قيامهم بنشر تركيب كاريكاتيري ساخر لها، تعرَّضَ لرسالة سبق أن وجّهتها للسلطات تُطالب فيها بمعاقبة المطاعم التي تفتح أبوابها خلال النهار في شهر رمضان. انتهت الشكوى إلى اعتقال أحد المُشتكى عليهم، ليُفرج عنه بعد وساطة عشائرية. شاكر الجرّار ودعاء علي يتابعان القضية ويناقشان أبعادها ومعانيها وتوابعها في حبر بمادة بعنوان ديمة طهبوب وشرعنة أدوات القمع. بدورها، تعود دانة جبريل إلى الأرشيف لتعرض، في حبر أيضاً، نماذجاً من السخرية السياسية في الأردن، واستخدام الكاريكاتير وتركيب الصور في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي للسخرية من أحداث أو شخصيات معينة.

وجرياً على عادة موسمية، يقترح فريق حبر قائمة كتب باللغتين العربية والانكليزية للقراءة هذا الخريف.

*****

ملف معازف الجديد يتناول موسيقى «المغرب المنسي»، إذ يُقدّم عرضاً وحفراً في الأشكال الموسيقية المغربية التقليدية والشعبية، تلك القادمة من جذور حضارة شمال إفريقيا والأندلس. الملف من تحرير زينة الحلبي وأيوب المزيّن، ويقدم مجموعة من المواد التحليلية التي «تحاور الأطروحات السائدة عن موسيقى المغاربة، بين جدليتي التحديث والتهجين، وتقدم لعناصر تاريخية وثقافية وفنية تمهّد للقارئ عبوراً سلساً نحو هذا المغرب المنسيّ».

نجد في معازف أيضاً مادة ممتعة لعمار منلا حسن عن حلب صباح فخري، يستخدم فيها سرد ذاكرته كشاب في حلب العقد الماضي ليشرح العلاقة العضوية بين المدينة وذاكرتها وصوت مطرب حلب الأعظم.