كُتبت هذه الرسالة من قبل بعض الكتّاب المشاركين في ’تجمّع الكتّاب من أجل السلام‘ والذي اجتمع في معرض فرانكفورت للكتاب في تشرين الثاني 2012. نُشرت الرسالة بالإنكليزية في 7 كانون الأول 2012.

سيادة الرئيس،

إن استشهاد الشعب السوري يحزن الإنسانية. كل يوم، يجتمع الموتى بالموتى، والجرحى بالجرحى، والدمار بالدمار. اليوم، سوريا، هذا البلد الرائع، بتاريخه الذي يعدُّ درساً في العظمة للإنسانية، في طريقه إلى الزوال.

الإنسانية جزعة. تريد المساعدة لكنها لا تدري كيف، تطلب المساعدة للشعب السوري ولكن لا مجيب. الدول العظمى مشغولة بحساباتها. الأمم المتحدة تحصي القرارات التي تعرّضت لحق النقض. لمراثي البعض، تضيف الأمم المتحدة مراثيها الخاصة، ولتردد البعض، تضيف ترددها الخاص.

في هذا الوقت، أعداد الضحايا ترتفع في بلدك بمعدل مخيف، مائة وخمسون قتيلاً في اليوم. غداً، كما هو الأمر دائماً، سنجد أننا لم نقدّم شيئاً، عندما يموت الجرحى لنقص العناية، ويختفي المعتقلون. سنجدهم غداً في مقابر جماعية سرية. هناك أيضاً اللاجؤون في الدول المجاورة، وأعدادهم تتزايد كل ساعة، وبعضهم لن يعود إلى بلده قريباً. ما حدث في الجزائر، في العراق، في ليبيا، في اليمن، في البحرين، يحدث الآن في سوريا بقسوة أكبر، وبضراوة أكثر وحشية.

أنت تعرف كل هذا، سيادة الرئيس، فأنت تتلقى أكواماً من التقارير اليومية على مكتبك. قراءتهم قد ترعبك، أو ربما تجعلك تبتسم فقط.

لا تعش بالأوهام: المساعدة التي تتلقاها من دول معينة، سواء بشكل مباشر، كما تفعل روسيا والصين باعتراضها على قرارات مجلس الأمن، أو بشكل غير مباشر عن طريق الصمت، لا تستطيع شرعنة أفعالك، أو أن تقلّص فظاعات هذه الأفعال. عاجلاً أو آجلاً سوف تضطر إلى المثول أمام السوريين أو أمام العدالة الدولية.

السيد الرئيس، إن الوضع يبدو ميؤوساً منه، إلا أن هناك طريقة بسيطة لحقن أرواح السوريين: استقل. هذا هو الحل الوحيد الحقيقي للجميع، للشعب السوري، لك، لعائلتك، لأصدقائك، للمنطقة و للعالم. كل شيء بين يديك.

 قادة آخرون استقالوا عندما تعرضت بلدانهم لخطر مصيري. في الجزائر، الرئيس الشاذلي، والرئيس زروال. مبارك أيضاً. حتى الرئيس عبدالله صالح. حول العالم، يستقيل الرؤساء حمايةً لشعوبهم و لبلدانهم.

أعلن استقالتك وادعُ الأطراف للحوار تمهيداً لانتخابات حرة تحت رعاية الأمم المتحدة. فاوض حول انسحابك، مع عائلتك، كما فعل  صالح بمكر. إذا رفض الروس والصينيون استقبالك، اذهب إلى الجزائر. للجزائريين ذاكرة قوية، وبالتأكيد سيتذكرون كيف استضافت سوريا بطلهم، الأمير عبد القادر، عندما هزمه الفرنسيون و نفاه نابليون الثالث إلى سوريا، حيث رافقه آلاف الجزائريين الهاربين من الاحتلال الفرنسي.

لا يوجد إلا حل آخر لك، ولكنه محزن لعائلتك: الموت كصدام حسين أو القذافي. أو الحياة في زنزانة نظيفة في لاهاي.

الجمعة، ٧ كانون الأول ٢٠١٢.

ألفرد غروسر، ديفيد غروسمان، كلوديو ماغريس، أورهان باموك، بولام سانسال، مارتين فاسلر.

http://www.literaturfestival.com/news/offener-brief-an-den-syrischen-staatspraesidenten-baschar-al-assad-en