يا لها من لعبة ! يا لهُ من سحر. يولد العالم تدريجياً من كلمات. كل بعيد يقترب. و كل مُغلق ينفتح. إذا لم تُخطئ في كتابة كلمة نهر. فسيجري النهر في دفترك. السماء أيضاً تُصبح جزءاً من مقتنياتك الشخصية إذا لم تُخطئ في الإملاء. كل ما لا تبلغه يداك الصغيرتان ملكُ يديك الصغيرتين إذا أتقنت التدوين بلا أخطاء. من يكتب شيئاً يملكه.
في حضرة الغياب، محمود درويش
ضمّت سلسلة أصوات نسائية في المنفى الصادرة عن مبادرة نساء من أجل مساحات مشتركة بأجزائها التسعة، نصوصاً كتبتها نساء سوريات يعشنَ تجربة اللجوء والمنفى على مدى الأجزاء الستة الأولى، لتنضم إليها في الجزء السابع والثامن نصوص نساء من لبنان ومصر يعشنَ تجربة مماثلة. امتدّت الحصيلة النهائية، التي قاربت التسعين نصّاً، على مدى السنوات من 2017 في الجزء الأول وحتى عام 2022 مع الجزء التاسع. تنوّعت المشاركات في هذا المشروع بين نصوص نساء يكتبنَ للمرة الأولى وبين أخريات خضعنَ لورشات كتابة وأخريات لهنَّ تجارب سابقة في الكتابة، ولامَست نصوصهنَّ مواضيعَ اللجوء والمنفى من منظورات مختلفة كالاندماج والصدام الثقافي والعلاقة مع الماضي والذاكرة، وحتى الشعور بالعدمية أو الرغبة في النضال. جهدتْ الكاتبات في التعبير عن موضوعة اللجوء من خلال فعل الكتابة، وإنتاج النصوص على مدار السنوات السابقة، ما يظهر أن الكتابة بحد ذاتها هي فعلٌ يحمل تأويلات ومضامين متعددة في تجربة المنفى، تكتب ياسمين مرعي في المقدمة ما يوضُّح المضامين المكثَّفة لفعل الكتابة في هذه التجربة: «أصوات نسائية في المنفى محاولةٌ طموحة لإيقاف زمن الاختزال الذي يطحنُنا، وانتشال أذيال الإنسانية المتساقطة، وهمس الحكايا في آذان العالم عما زرعناه في بلادنا من حدائق، إنها فسحةٌ لسرد تاريخ الماء قبل أن يُعبّأ في زجاجة، ومنح الصورة المُرتابة أبعادها وألوانها لتنجلي». توْقفُ الكتابة إذاً زمن الاختزال، تهمس الحكايا في آذان العالم، وتسرد تاريخ الماء قبل أن يُقَوْلَب.
الكتابة والحياة والموت، العيش كمصير كتابي
لكنَّ لفعلِ الكتابة بالنسبة لهؤلاء النسوة صعوبات ومعوقات، وبالتالي تتطلب الكتابة جهوداً غير اعتيادية في ظل الظرف الحالي. في الجزء الثاني يُطلِعنا نصُّ مهمة مؤقتة لهند مجدلي على ذلك. تروي الكاتبة في هذا النص محاولتها الكتابة: «اليوم، حين أمسكتُ قلمي لأكتب عن اللجوء وعن الاندماج في ألمانيا، صعقني خبر وفاة خالي، الذي مات غريباً ووحيداً في هولندا». هكذا تهجس الكاتبة بفكرة موتها وحيدة، بعيداً عن تراب الوطن، وهكذا يتحوّل الخوف من الموت والمصير المجهول إلى عائق أمام جهد الكتابة. بالرغم من ذلك، فإن الفقرة المكتوبة تروي الخوف من الموت: «فكرة الموت بعيداً عن تراب الوطن كفيلة بأن تُزعزِع كلَّ حماس أو محاولة للعيش بشكل طبيعي في بلاد اللجوء. إنها الفكرة التي نحاول تجنُّبها، لكنها تأتي رغماً عنّا مع كل خبر وفاة للاجئ في بلد لجوئه. فكرة الموت في بلد غير بلدك وحدها، كفيلة أن تجعَل اندماجنا الوحيد الممكن كسوررين، هو الاندماج بالحزن والألم فقط».
تؤكد الأديبة الحائزة على جائزة نوبل للآداب للعام الماضي، الفرنسية آني إرنو، على دور الكتابة، فتحضرُ الكتابة نفسُها كموضوعة في أغلب رواياتها، وتَعتبر نفسها مغامِرةً في تفسير الكتابة في النصوص الأدبية باستمرار. في روايتها الحدث تصرِّح بمطلق الحياة لأجل الفعل الكتابي، الذي يكمن خلف كل الوقائع السيَريّة: «ما وراء كل الأسباب الاجتماعية والنفسية التي يمكن أن أجدها في كل ما عشتُه، هناك سببٌ أنا واثقة منه أكثر من أي شيء آخر: الأشياء حدثت لي كي أُدرِك معناها، ولعلّ الهدف الحقيقي في حياتي هو فقط التالي: أن يتحوّل جسدي وأفكاري وحواسيّ إلى كتابة، إلى شيء واضح وشامل، إلى وجودي الذائب بأكمله في أذهان الآخرين وحياتهم»، ثم نسمعُها تقول لنا: «ما الهدف من الكتابة، إن لم يكن الكشف عن الأشياء؟».
الكتابة كنداء، كنضال قضايا جمعية وذاتية
في نص أنا فدوى أناديكم، لِفدوى محمود، تضع الكاتبةُ نصّها في خدمة قضايا الاختفاء القسري في سوريا، وتطرحهُ كنداءٍ للمساعدة في هذه القضايا. وَرَدَ في النص: «أيتها البُلدان المضيفة، ساعدينا لاسترجاع أبنائنا والعودة إلى بلدنا، التي نواصل الحلم بها في الليل والنهار»، فتوَّظف الكاتبة هنا نصّها في غاية القضية التي تدافع عنها. تظهرُ الكتابةُ بوضوح كفعل تحرّر في نص زاوية صغيرة من هموم المرأة السورية اللاجئة، لورد صحناوي، التي تحاول عبر نصّها الخروج من أطر السلطة الذكورية وانتقادها: «أتمنى من المعنيين هنا تفهُّم وضعنا كنساء مازالت العقلية الذكورية لرجالنا تتحكم بنا، رغم وجودنا في مجتمعكم القائم على الديمقراطية والعدالة». وفي العلاقة بين الكتابة والتحرر تكتب آني إرنو في روايتها المكان: «وإذا كان ثمّة تحرّر عبر الكتابة، فهو ليس بالكتابة ذاتها، بل في هذه المشاركة مع أُناس مجهولين في تجربة مشتركة. ولمن يعيش ممزّقاً بين ثقافتين، ليست وظيفة الكتابة أو نتاجها طمْسُ جرح أو علاجه، وإنما إعطاؤه معنىً وقيمة، وجعْله في النهاية لا يُنسى».
تُبيِّن المحررة والقائمة على المشروع ياسمين مرعي التحدي الذي عاشته النساء لاكتساب مهارات الكتابة. مع العام 2020 يصدر الجزء الثالث من السلسلة، والذي تضمّنت مقدمته توصيف المحررة للموضوعات التي تشغل اهتمام المشاركات في ورشة العمل: «تبدو الكتابة تحديّاً أمام الكثيرات، وفرصة منتظَرة أمام أخريات. لكن أكثر ما يؤلمني أن النساء اللواتي وصلنَ منذ سنوات إلى ألمانيا ما زلن يكتُبنَ عن رحلة اللجوء بالقوارب المطاطية عبر البحر، لا تتحدث النساء عن الاختلافات الثقافية، أو الوضع السياسي في ألمانيا. وإذا أردت تلخيص تجربة السنوات الثلاث الماضية، أقول إن أول ما تسأل عنه النساء في مراكز الإيواء هو المساعدة في إيجاد سكن خاص لهن، لأسرهن، وهذا يُشير إلى أول ما تفتقده النساء، وهو الخصوصية». ومن هنا فإن النصَّ يُصبح مَعبرَ الكاتبة في البحث عن ذاتها المفقودة بين الماضي والحاضر، بين بلد الأصل وبلد اللجوء، بين الذاكرة واللحظة. هذا ما يرد في نص لا تنظري خلفك، لنبال العلو، حيث تُصبح الحكاية وسيلة استرجاع الأنا المفقودة، أو الهوية المتحولة: «في كل مرة يبدؤون من الصفر في رواية حكايتهم، وصولاً إلى وضعهم الحالي، في محاولة لاسترجاع أناهُم وهويتهم المفقودة، التي تحولت إلى رقم يَختصِره توصيف لاجئ». عن هذا يُعبّر الناقد والمترجم مبارك مرابط حين يكتب تحت عنوان آني إرنو كيمياء الذات والحكاية والكتابة في مقدمة رواية الشاب: «لم يكن غرضُ الكاتبة أن تسرد مغامرتها مع أ فقط، يصغرها ب 30 عاماً، بل كانت هذه الحكاية ذريعة أو وسيلة لاختبار ذلك الصراع الدائم بين الذات والحكاية والكتابة. فالذات والأشياء لا تتحقق إلا في صراعها والتحامها ووصالها مع الكتابة».
الكتابة في التواصل مع الآخر، في التواصل مع الغياب
مع الجزء الرابع من السلسلة، تبقى الكتابةٌ حاملةً لوسائل النضال، وشارحةً لإشكاليات الاندماج، وأُفقاً لرؤية احتمالات المستقبل، تحمل المقدمة عنوان ذاكرة النساء تصلح أن تكون ذاكرة العالم، وتناقش فيها الكاتبة مفهوم الاندماج، والترابط العاطفي. المقدمة في هذا العدد مُهداة إلى أولئك الذين لم يتوانوا عن تقديم المساعدة والعون في مجتمعات اللجوء، والتفهُّم، مقابل الخطاب والممارسات والعنصرية التي يمكن التعرُّض لها. لكن هذا الجزء يتضمّن علاقات مُستجدّة مع الذاكرة، ويقسو نص من المنفى في برلين إلى السجون في دمشق: الليل طويل لكن القادم أجمل، لسلمى عبد الهادي، في استعمال إمكانيات الكتابة في التواصل مع الغياب. هي رسالة من أم إلى ولدها المتوَّفى تحت التعذيب. تروي الأم الكاتبة تفاصيل الاعتقال والسجن لولدها ومفارقته الحياة تحت التعذيب، والتغييرات الوجدانية والعاطفية التي جرت في حياتها منذ غيابه: «ولدي أراك في كل مكان حتى هنا في البلاد البعيدة، ألمحك تحت ظل شجرة كبيرة، حول بركة ماء، أمام تمثال عظيم غيَّر صاحبهُ مسار العالم، وأقول في نفسي الأيام القادمة أجمل يا ولدي، فقبل طلوع الشمس يشتد الظلام».
الجزء الخامس يحمل موضوعة أكثر تخصصاً، عن النساء اللاجئات في الإعلام المضيف والإعلام الناشئ في دول اللجوء، وتحمل نصوصه تعمُّقاً أوسع في مفهوم الكتابة عند النساء القادمات من مجتمعات قمعيّة رقابية، في جدلية بين الماضي المُتكتِّم وفعل الكتابة الإشهاري، والجدلية بين الصمت والكلام. وَرَدَ في مقدمة العدد: «تبدو فكرة التعبير عن هوياتنا النسائية غريبة أو صعبة ربما، أو محرجة، نحن آتيات من مجتمعات التكتُّم والخجل هما صفتان مميِّزتان للمرأة الجيدة فيها، امتيازان خُلُقيان أو قيمتان يعوِّدنا المجتمع على تمثُّلهما والعيش وفقهما. لكن ما الذي يمنعنا هنا، في وسط نستطيع نظرياً التحلل فيه من عبء السطوة الاجتماعية، من عبء العين الرقيبة»، تُبيّن المحررة في نصها أن النساء المشاركات ما زلنَ يفضلنَ الصمت أو الكتابة بأسماء مستعارة تخفي هوياتهن الحقيقية، ورغم كل العوائق، تبقى الكتابة وسيلة لا لتقديم الذات وحسب، بل لتلمس خصائصها في عيون الكاتبة أولاً وفي أطر العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية ثانياً: «مع ذلك، تبقى الكتابة – وإن كانت متكتمة – فرصة لتقديم ذواتنا، لمواجهة حقائق كثيرة تعتمل في داخل كل منا، لتسميته في الحد الأدنى أمام الذات، حتى وإن لم نتشاركها مع أحد، لكن الكتابة عنها تُتيح أن نفهمها بشكل دقيق، أن نتجرأ على تحليلها، ثم أن نُصحّح استناداً على ذلك صورتنا في عيون الآخر، ونقدّم ذواتنا كما نرغب، أو كما نرى أنه يليق بنا».
وتظهر أهمية كتابات النساء اللاجئات كمعبر للتواصل مع الآخر، في نص تُشارك فيه الصحفية الألمانية كريستين هيلبيرغ بعنوان الدعم لا الوصاية، تُدافع فيه عن خصوصية النساء السوريات اللاجئات والصعوبة التي يواجهنها في الاحتكاك مع ثقافة وقيم مختلفة، فترى فيهم شخصيات تستحق الدعم والاحترام والتعاطف والاهتمام: «ولكن ماذا تريد النساء اللاجئات فعلياً؟ ماذا يحتجنَ إليه؟ ولماذا من الصعب علينا أن نعرف ذلك؟ هناك فجوة ظاهرة بين أماني واحتياجات هؤلاء النسوة وبين ما يظهرُ أنه تضامن لا محدود ونيَّة صالحة من قبل المجتمع الذي استقبلهن. ينبغي أن تكون الخطوة الأولى الاستماع إليهن – أو قراءة ما يكتُبن. بعضهن لا يثُرن فقط على نظام حكم وعلى مجتمع، بل على أسرهن أيضاً – وإن كان بصورة حوار ذاتي فقط. لكن أن تصبح تلك الحوارات الداخلية مسموعة، من شأنه أن يمكّن المتحدثة من اتخاذ القرارات الصحيحة بالنسبة لها».
الكتابة وتجسيد الذاكرة، النص واختفاء الذاكرة
في الجزء السادس تظهر علاقة اللاجئة أو المَنفيّة مع الذاكرة. العلاقة بين اللاجئ والمنفي والذاكرة كتب عنها إدوارد سعيد ومحمود درويش وغيرهما، حيث يتجاوز التوهان فكرة الانتماء بين ثقافة الهُنا والهُناك، ويتعدّاها إلى سيَلان الذاكرة بين الماضي واللحظة. وهذا ما يظهر في نص دوماً عندي أمل، لشهامة بطرس، حيث تُحقق الكتابة لصاحبتها إمكانية رؤية الذاكرة مجسدة: « أريد أن أكتب لأرى ذاكرتي مكتوبة أمامي، لا لأمحوها، بل لأشعر بها بدون ألم، أن أستعيدها دون أن يخفق قلبي بسرعة، بل يبقى منتظم النبضات». إن الكتابة، بناء الذاكرة أو تشكيلها، هي الموضوعة المحورية أيضاً في رواية شغف بسيط لآني إرنو، حين تكتب: «التذكُّر عبر الخيال أو التذكُّر عبر الذاكرة هو قَدَرُ الكتابة. ولكن عبارة ’أنا أتذكر‘ تتمثل في تخليد هذه اللحظة التي ينتابني فيها شعور بانضمامي إلى الحياة الأخرى، الحياة الماضية والضائعة، وهو شعور كانت تترجمُه عبارة: ’كما لو أنني ما زلتُ هناك‘ على نحو بليغ جداً. كم أرغب في تأجيل هذه اللحظة، وتمديد مدة انتظاري، خوفاً، ربما، من أن تُذيب الكتابة هذه الصور». أما في رواية مذكرات فتاة فتنطلق عميقاً في وجود النص وغياب الحدث من الذاكرة: «ها قد أخذ ما سبق وكتبه يتلاشى من الذاكرة. لا أدري طبيعة هذا النص. حتى ما كنت أسعى وراء أنا أؤلف الكتاب. قد تبدد، يجب سبر أغوار الهوّة الفاصلة بين الحقيقة المرعبة لما يحدث أثناء حدوثه، واللاواقعية الغريبة التي يكتسيها، بعد مرور السنوات، ما حدث».
الكتابة كمدِّ أفق معرفيّ، الكتابة كمقاومة
يصل بنا الجزء الثامن إلى شهر شباط (فبراير) 2022، والذي خصص لمُشارِكات من سوريا ولبنان ومصر يعشنَ تجربة اللجوء والمنفى، فتتقاطع الموضوعات الوجدانية، الذاتية، والفكرية التي تشغل كاتبات اللجوء العربيات، وخصوصاًَ العلاقة مع الوطن والعلاقة مع الذات، وتَعتبر المحررة ياسمين مرعي أن الجامع بينها هو الإنساني والنسوي: «هناك الكثير من الحرج والخوف في نصوص النساء، لكن هناك أيضاً إحساسٌ عالٍ بالمقاومة والقوة، وهو أهم ما تُقدّمه النساء المهاجرات واللاجئات عند الكتابة عمّا يواجهنَه في الأوطان الجديدة من تجارب اجتماعية، ثقافية ومهنية». ويتميّز نص استعادة العادي شرط بناء البيت في الغربة، لنغم ترحيني، عمّا سبق باعتبار الكتابة غاية بحد ذاتها لرواية اليومي، حيث تهبِط الكتابة من آثار التاريخي، الجغرافي والثقافي، لتكون همسات في رواية اليومي أو استيعابه: «يبدو أنّ الحاجة للكتابة عن الهجرة والتأقلم لم تفارقني بعد؛ وفعل الكتابة يكاد أن يكون الأداة الوحيدة التي أعرف من خلالها إذا ما نجحتُ في أن أجعل غربتي أقلّ ممّا هي عليه. سأكتب اليوم عن استعادة ’العادي‘ في يوميّاتي، بعيداً عن صخب كلّ ما هو جديدٌ: الناس، والأماكن، واللغة، وتفاصيل كثيرة كلّها جديدة. أريد أن أحكي مثلاً كيف احتاجني أن آخد وقتاً إضافيّاً قبل أن أشتري مزهريّة لبيتنا الجديد في اسطنبول. وقتٌ تجاوز السنتين بقليل. ليس سهلاً، في كلّ الأحوال، أن نختار إناءً مُلائماً لسكنٍ مؤقت، حيث حقائب السفر تذكّرُنا على الدوام نحن – المغتربات والمغتربين – أنّنا في بلادٍ ليست بلادنا. من الصعب أن أضع هذا الشعور في كلمةٍ واحدة».
نذكر أن العدد التاسع صدر في الشهر الأخير من عام 2022، وخُصّص للكتاب-ات من الصحفيين-ات المتخصصين والمتخصصات في مناقشة قضايا اللجوء والمنفى.