وصلنا من السيدة م.س التي لم ترغب بذكر اسمها أو مكان إقامتها، السؤال التالي: «غالباً ما أشعر بالشلل للحظات حين أتعرّضُ لـ’مزحات‘ سمجة ذات طابع جنسي. بعد الشلل وبعد انقضاء الموقف، أشعرُ بالغيظ الشديد والقهر كيف لم أتمكن من الردّ. أتمنى أن تعطيني يمام بعض النصائح كي أتصرّف بسرعة، وأتجنب الشعور بالقهر والإهانة فيما بعد». وجَّهنا السؤال ليمام، وفيما يلي ردُّها:
بما أنو صاحب/صاحبة السؤال ما ذكرت اسمها أو اسمو، رح أفترض إنها سيدة أو شخص من ميول جنسية ممكن يكون عرضة لهالنوع من المواقف. أكيد مضمون النكتة السمجة المهينة رح يتغير شوي بين الحالتين، ولكن بتوقع أنو الأثر نفسو والنصيحة تقريباً نفسها، بس رح أنطلق من تجربتي الشخصية كسيدة بالدرجة الأولى.
قبل كل شي لازم نميز بين شغلتين، إذا كان المقصود هو نكَت أو قفشات بين رجال، وعلى فكرة من مختلف الفئات مثقفة وغير مثقفة، نكَت فيها كره للنساء أو إهانات مو شرط جنسية حتى، ولكن من نمط مثلاً أنو فلان جايتو الدورة، مقفّعة معو ما عم يتحاكى، أو هالآلة بدك تجيها بالضرب، أو بالأخد والعطا، مثل المرا، أو أي نوع من التلميح القذر تجاه جنس مختلف مثلاً. هادا شي بيقولولو باللغة النسوية «التنشئة الاجتماعية بالتواطؤ بين الذكور»، يعني هو متل طقس يعطي شعور عالي بالرضا عن الانتماء لمجموعة وحدة إلها امتيازات اجتماعية. وهالنوع من المزح والتبادل بين الذكور هو تذكير مستمر بيناتهم بامتيازهم، وبالتالي دعوة للتمسك فيها. تكرارها هو تكريس إلها لتصير عادية، والأخطر بالموضوع هو صيغة المزح أو الضحك، السخرية بهالحالة هي سلاح التطبيع القاتل. شو لازم تعملي بهالحالة، إذا كنت بهالجلسة اللي عم ينحكى فيها هيك شي؟ تعطيهم درس عن التواطؤ الذكوري؟ ما بنصحك أبداً، لأنو تهمة الهسترة حاضرة إلك دايماً، تتركي الجلسة وتمشي وتقولي ما في شي بيضحّك؟ ما بعرف، برأيي المتواضع في واحد من حلين: إما تكون نكتك المضادة، الساخرة من اللي حكى النكتة، حاضرة على راس لسانك بدقيقة الوقت كتتمة لمزحتهم وتضحكوا سوا، ساعتها سلاح السخرية اللي بيميع الأمور بيزحلقهم وبيخليهم يضطروا يضحكوا، لأنو قررتي تستعملي نفس الكود اللي هن متفقين عليه، أو الحل الثاني هو التظاهر بالبلاهة التامة وعدم فهم الضحك، ساعتها بتكوني فهمتيهم كمان بطريقة غير مباشرة وغير واعية أنو كمان الامتياز اللي عم تتغامزوا عليه غير بديهي وغير مفهوم.
بس في نوع ثاني من التلميحات والسماجات الجنسية المباشرة. يمكن أنتي بتقصدي هي النكَت؟ مثلاً، زميل بالشغل يفوت لعندك على المكتب ويسكر الباب ويقلك: «بعرف ما عندك مانع بتسكير الباب» ويغمزك، أو مثلاً يحكي كلام بذيء ويطلّع فيكِ ويقلِّك : «ما في كلفة بيناتنا» أو «بعرفك ناضجة وبتتقبلي هيك حكي». شو لازم يكون الجواب يا ترى بهالحالة، لحتى ما تنقهري بعد كم يوم أنو كيف ما رديت عليه؟ الجواب صعب، كل شيء بيتوقف على مواقعكم والسياق اللي أنتو فيه. إذا كان سياق بيسمح بشي بيسموه بالمنظور النسوي «مقاربة المحاسبة الدائمة»، بتقدري تنذريه بطريقة رسمية، ولكن إذا كنتوا بسياق ما فيه ريحة المحاسبة لهيك أشياء، فردّة فعلك بتتوقف على شخصيتك وقدرتك على التحمل ونتائج الموقف، وهالشي بيتراوح بين أنك ما تردي وتنشّفي تماماً، لردود مجنونة أكثر متل أنك تقوليلو مثلاً كنوع من الهزّة والتهكم عليه: «ما صارت ساعة إرضاع الكبير، وقت تصير بناديلَك» وبتنشّفي بوجهو لينضَبّ… بعرف نصيحة مو بمكانها تماماً، بس الحقيقة شي بيطلّع عن الطور.